29 - 06 - 2024

رؤية خاصة | وفي الاستباحة راحة لإسرائيل

رؤية خاصة | وفي الاستباحة راحة لإسرائيل

(أرشيف المشهد)

  • 18-12-2015 | 00:55

تركيا تستبيح حدود العراق وأراضيه. ومن قبلها فعلت إيرانوإسرائيل تستبيح حرمة سوريا وأراضيها ومن قبلها دخلت روسياوأمريكا- أو لنكن محددين – مرشح أمريكي سفيه- يستبيح كرامة جميع المسلمين وعلى دربه تتعالى أصوات السفهاء.

ما هذه الاستباحة؟ بأي دماء لزجة وجلد ثخين  يفعل هؤلاء ما يفعلون بالخريطة العربية وبالمسلمين؟

إسرائيل العدو الأبدي الأزلي للعرب ولسوريا من أعطاها حق الدخول إليها وإدارة هجمات من داخلها؟

من تستهدف بهذه الهجمات؟ المعارضة المدعومة أمريكياً؟ لا نظن. قوات النظام المدعوم روسياً؟ لا نتوقع إلا إن كانت روسيا تتآمر على حليفها الذي تزعم حمايته. داعش؟ في أي إطار أممي وبتفويض ممن؟ ثم متى زحفت بأسلحتها وسربت عتادها إلى الداخل السوري؟ ومتى تخرج منه أم أنها تعتزم البقاء ولا تنوي الخروج كما فعلت بالجولان ؟

أسئلة حائرة عن تحركات مريبة  و أوضاع مستفزة أكثرها استفزازاً هو الصمت الدولي والعربي على هذا الذي يجري، وكأن سوريا المهيضة أضحت مرتعاً لكل مغامر ومطمعاً لكل طامع مقامر. بل وكأن التعدي الإسرائيلي على سيادة سوريا لا يشكل خطراً على الأمن العربي أو ما تبقى منه.

 لا يقل موقف تركيا استفزازاً وغرابة،  فهي تعلم يقينا بالممارسات الإسرائيلية الدائرة على مقربة  منها داخل جارتها الجريحة، وبدلاً من الاحتجاج والاسترابة قررت أن الصمت مفيد مادامت تستفيد هي بدورها من حالة التفسخ التي تمر بها المنطقة. ما هو معلوم أن لتركيا قوات متمركزة قرب الموصل منذ أكثر من عام لأغراض يقولون أنها تدريبية وبطلب من الحكومة العراقية. لكن المهام التدريبية فيما يبدو تطورت واتخذت طبيعة أخرى وأعداد القوات التركية في ازدياد والجنود الأتراك الذين دخلوا في السابق بطلب العراق وإذنه أصبحوا يدخلونه الآن بلا استئذان ولا ينتظرون دعوة أو علامة قبول من الحكومة الاتحادية. هذا ما فعلته أنقرة في الأسبوعين الماضيين وأثار استياء بغداد باعتباره من أعمال العدوان وانتهاك السيادة.

لم تحاول أنقرة التخفيف ولو بعبارات دبلوماسية من انزعاج بغداد بل أعلنت بما يشبه التحدي أنها لا تعتزم الخروج قريباً من العراق ما يعني الدخول في حالة احتلال طالت أم قصرت.

يستنجد حكام العراق بمجلس الأمن والجامعة العربية ونعلم مسبقاً أن تدخل كليهما غير مجدٍ. الغريب أن الولايات المتحدة التي احتلت العراق وفككته وقضت على أي قدرة تمكنه من الدفاع عن نفسه بزعم انقاذه من الاستبداد وإرساء دعائم الديموقراطية في ربوعه، تتابع بلا مبالاة كاملة اجتراء الجار التركي وأطماعه وانتهاكاته دون أي محاولة لمساندة الحكومة العراقية.  

 ثم تطالعنا حملة الكراهية الشرسة التي تدور ضد المسلمين في بقاع شتى من العالم على خلفية الهجمات التي نفذها تنظيم داعش الإرهابي المولود من رحم التآمر الغربي في مواقع مختلفة. في أوروبا تتمحور حملة  الكراهية حول سبل الحد من وجود الجاليات المسلمة في أراضيها ومنع دخول المهاجرين إليها. أما في الولايات المتحدة  فتجاوزت الحملة حد الكراهية إلى أبعد حدود العنصرية على يد  المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب، الذي بشر الناخبين باعتزامه وضع قاعدة بيانات للمسلمين الأمريكيين، وإلزامهم بوضع  هوية خاصة بهم ربما ليسهل استهدافهم. إن لم تكن هذه الدعوة أخطر تجليات التمييز العنصري فماذا تكون؟

حال العرب هو الأهون  في تاريخهم ومن رحمه خرجت الأفاعي تنهش والصديق يتنكر والعدو يفجر في العداء.

مقالات اخرى للكاتب

رؤية خاصة| نورا على طريق الغارمات





اعلان